كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



647- الحَدِيث الثَّالِث:
عَن ابْن عَبَّاس أَن الْيَهُود سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الرَّعْد مَا هُوَ فَقال: «ملك من الْمَلَائِكَة مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب» قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الْعشْرَة عَن عبد الله بن الْوَلِيد عَن بكير بن شهَاب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَقبلت يهود إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا أخبرنَا يَا أَبَا الْقَاسِم عَن الرَّعْد مَا هُوَ قال: «ملك من الْمَلَائِكَة مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب حَيْثُ شَاءَ الله» قَالُوا فَمَا هَذَا الصَّوْت الَّذِي نسْمع قال: «زَجْرَة بالسحاب إِذا زَجره حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَى حَيْثُ أَمر» قَالُوا صدقت مُخْتَصر قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَعند الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي آخر تَرْجَمَة المحمدين عَن أبي عمرَان الْجونِي حَدثنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن جَابر بن عبد الله أَن خُزَيْمَة بن ثَابت وَلَيْسَ بِالْأَنْصَارِيِّ سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الرَّعْد قال: «هُوَ ملك بِيَدِهِ مِخْرَاق إِذا رفع برقتْ وَإِذا زجر رعدَتْ وَإِذا ضربت صعِقَتْ» مُخْتَصر.
648- الحَدِيث الرَّابِع:
رُوِيَ أَن أَرْبَد أَخا لبيد بن ربيعَة العامري قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين وَفد عَلَيْهِ مَعَ عَامر بن الطُّفَيْل قَاصِدين لقَتله فَرَمَى الله عَامِرًا بغدة كَغُدَّة الْبَعِير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة وَأرْسل عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فَقتلته أَخْبرنِي عَن رَبنَا أَمن نُحَاس هُوَ أم من حَدِيد قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أقبل عَامر بن الطُّفَيْل وأربد بن ربيعَة وهما عَامِدَانِ يُريدَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا وفيهَا اللَّفْظ الْمَذْكُور وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث عَلّي بن أبي سارة الشَّيْبَانِيّ عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: «بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا إِلَى رجل من فَرَاعِنَة الْعَرَب أَن ادْعُه لي. قَالَ يَا رَسُول الله إِنَّه أَعْتَى من ذَلِك قَالَ اذْهَبْ فَادعه. فَأَتَاهُ وَقَالَ إِن رَسُول الله يَدْعُوك قَالَ أَرَسُول الله وَمَا الله أَمن ذهب هُوَ أم من فضَّة أَو من نُحَاس؟ فَرجع فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ فَبَعثه إِلَيْهِ فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَة بعث الله سَحَابَة حِيَال رَأسه نزلت مِنْهَا صَاعِقَة ذهبت بِقحْفِ رَأسه وَأنزل الله وَيُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء الْآيَة». انْتَهَى. وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بعلي بن أبي سارة وَقَالَ لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ إِلَّا من هُوَ مثله أَو دونه انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث دَيْلَم بن غَزوَان عَن ثَابت عَن أنس نَحوه سَوَاء قَالَ الْبَزَّار وَدَيْلَم هَذَا بَصرِي صَالح انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه لم يقل فِيهِ أَخْبرنِي عَن رَبنَا أَمن نُحَاس هُوَ أَو من حَدِيد فَقَالَ حَدثنَا مسْعدَة بن سعد الْعَطَّار حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن عمرَان حَدثنِي عبد الرَّحْمَن وَعبد الله ابْنا زيد بن أسلم عَن أَبِيهِمَا عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس أَن أَرْبَد بن قيس بن جُزْء بن خَالِد بن جَعْفَر ابْن كلاب وعامر بن الطُّفَيْل بن مَالك قدما الْمَدِينَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَيَا إِلَيْهِ وَهُوَ جَالس فَجَلَسَا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل يَا مُحَمَّد مَا تجْعَل لي إِن أسلمت فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لَك مَا للْمُسلمين وَعَلَيْك مَا عَلَيْهِم» قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل أَتجْعَلُ لي الْأَمر من بعْدك إِن أسلمت فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لَيْسَ لَك وَلَا لقَوْمك وَلَكِن لَك أَعِنَّة الْخَيل» فَقَالَ أَنا الْآن فِي أَعِنَّة خيل نجد اجْعَل لي الْوَبر وَلَك الْمدر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لَا» فَلَمَّا قفا من عِنْده قَالَ عَامر أما وَالله لأَمْلَأَنهَا عَلَيْك خيلا ورجالا فَقال: «يمنعك الله من ذَلِك» فَلَمَّا خرج أَرْبَد وعامر قَالَ عَامر يَا أَرْبَد إِذا اشْتغل عَنْك مُحَمَّد بِالْحَدِيثِ فَاضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ فَإِن النَّاس إِذا قتلت مُحَمَّدًا لم يزِيدُوا عَلَى أَن يرْضوا بِالدِّيَةِ وَيَكْرَهُوا الْحَرْب وسنعطيهم الدِّيَة قَالَ أَرْبَد أفعل فَأَقْبَلَا رَاجِعين إِلَيْهِ فَقَالَ عَامر يَا مُحَمَّد قُم معي أُكَلِّمك فَقَامَ مَعَه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسْنَا إِلَى الْجِدَار ووقف مَعَه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسل أَرْبَد السَّيْف فَلَمَّا وضع يَده عَلَى السَّيْف يَبِسَتْ يَده فَلم يسْتَطع أَن يَسلهُ فَأَبْطَأَ أَرْبَد عَلَى عَامر بِالضَّرْبِ فَالْتَفت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى أَرْبَد وَمَا صنع فَانْصَرف عَنْهُمَا فَلَمَّا خرج عَامر وأربد من عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذا كَانَ بِالْحرَّةِ نزلا فَخرج إِلَيْهِمَا سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير فَقَالَا اُشْخُصَا يَا عدوي الله لَعَنَكُمَا الله فَقَالَ عَامر من هَذَا يَا سعد فَقَالَ هَذَا أسيد بن حضير الْكَاتِب فَخَرَجَا حَتَّى إِذا كَانَا بِالرَّقْمِ أرسل الله عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فَقتلته وَخرج عَامر حَتَّى إِذا كَانَ بِالْحَرِيمِ أرسل الله عَلَيْهِ قرحَة فأدركه اللَّيْل فِي بَيت امْرَأَة من بني سلول فَجعل يمس قُرْحَته فِي حلقه وَيَقُول غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير فِي بَيت سَلُولِيَّة ترغب أَن يَمُوت فِي بَيتهَا ثمَّ ركب فرسه فَأحْضرهُ حَتَّى مَاتَ عَلَيْهِ فَأنْزل الله فيهمَا الله {يعلم مَا تحمل كل أُنْثَى} إِلَى قوله: {من وَال}. انْتَهَى.
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
649- الحَدِيث الْخَامِس:
فِي الحَدِيث: «وَلَا تَجْعَلهُ علينا ماحلا مُصدقا»
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي وجدته فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع «الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق» رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَأنس وَعَن معقل بن يسَار وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود.
فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سُفْيَان عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق من جعله أَمَامه قَادَهُ إِلَى الْجنَّة وَمن جعله خَلفه قَادَهُ إِلَى النَّار» انْتَهَى.
وَمن حَدِيث أنس رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريج قَالَ حدثت عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق وَمن شفع لَهُ يَوْم الْقِيَامَة نجا وَمن مَحل بِهِ كَبه الله فِي النَّار» انْتَهَى. وَفِيه انْقِطَاع وحجاج ضَعِيف.
وَحَدِيث معقل بن يسَار رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث عبيد الله بن أبي حميد عَن أبي الْمليح عَن معقل بن يسَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ أحلُّوا حَلَاله وحرموا حرَامه وَاقْتَدوا بِهِ وَلَا تكفرُوا بِشَيْء مِنْهُ وَمَا تشابه عَلَيْكُم مِنْهُ فَردُّوهُ إِلَى الله وَإِلَى أولي الْعلم كَيْمَا يُخْبِرُوكُمْ وآمنوا بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَلْيَسَعْكُمْ الْقُرْآن وَمَا فِيهِ من الْبَيَان فَإِنَّهُ شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق وَإِنِّي أَعْطَيْت سُورَة الْبَقَرَة من الذّكر الأول وَأعْطيت طه وَيَاسِين وَالْخَوَاتِيم من أَلْوَاح مُوسَى وَأعْطيت فَاتِحَة الْكتاب من تَحت الْعَرْش»انْتَهَى. وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَحَدِيث ابْن مَسْعُود رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث الرّبيع بن بدر عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق بن سَلمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن حبَان.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان ثمَّ نقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ هَذَا الحَدِيث يعرف بِالربيعِ ابْن بدر وَقد رَوَاهُ عبد الله بن الْأَجْلَح عَن الْأَعْمَش فَوَقفهُ. انْتَهَى.
650- الحَدِيث السَّادِس:
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَيْهِمَا يَعْنِي عَامر بن الطُّفَيْل وأربد فَقال: «اللَّهُمَّ اخسفهما بِمَا شِئْت» فَأُجِيب فيهمَا.
قلت لم يتَقَدَّم هَذَا فِيمَا مَضَى من الْأَحَادِيث وَلَكِن ذكر الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول حَدِيث أَرْبَد وعامر عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة وَالَّتِي قبلهَا فِي عَامر بن الطُّفَيْل وأربد بن ربيعَة وَذَلِكَ أَنَّهُمَا أَقبلَا يُريدَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رجل من أَصْحَابه يَا رَسُول الله هَذَا عَامر بن طفيل قد أقبل نَحْوك فَقال: «دَعه إِن يرد الله بِهِ خيرا يهده» فَأقبل حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا مُحَمَّد مَا لي إِن أسلمت قال: «لَك مَا للْمُسلمين وَعَلَيْك مَا عَلَيْهِم» قَالَ تجْعَل لي الْأَمر بعْدك قال: «لَيْسَ ذَلِك إِلَيّ إِنَّمَا ذَلِك إِلَى الله يَجعله حَيْثُ يَشَاء» قَالَ فتجعلني عَلَى الْوَبر وَأَنت عَلَى الْمدر قال: «لَا» قَالَ فَمَاذَا تجْعَل لي قال: «لَك أَعِنَّة الْخَيل» قَالَ أَو لَيْسَ ذَلِك الْيَوْم إلى وَكَانَ أَوْصَى بِهِ أَرْبَد بن ربيعَة إِذا رَأَيْتنِي ُأكَلِّمهُ فدر من خَلفه وَاضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ فَلَمَّا دَار أَرْبَد خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاخْتَرَطَ من سَيْفه قدر شبر حَبسه الله عَنهُ فَلم يقدر عَلَى سَله وَجعل عَامر يومي عَلَيْهِ فَالْتَفت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى أَرْبَد وَمَا يصنع بِسَيْفِهِ فَقال: «اللَّهُمَّ اخسفهما بِمَا شِئْت» فَأرْسل الله عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فِي يَوْم صَائِف فَأَحْرَقتهُ وَوَلَّى عَامر هَارِبا فَخرجت عَلَى ركبته غُدَّة وَنزل عَامر بَيت امْرَأَة سَلُولِيَّة وَهُوَ يَقُول غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة ثمَّ خرج فَمَاتَ عَلَى ظهر فرسه فَأنْزل الله فِيهِ هَذِه الْآيَة: {سَوَاء مِنْكُم من أسر القَوْل وَمن جهر بِهِ...} الْآيَة. انْتَهَى.
651- الحَدِيث السَّابِع:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه كَانَ يَأْتِي قُبُور الشُّهَدَاء عَلَى رَأس كل حول فَيَقُول: «{سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقْبى الدَّار}»
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي الْمثنى حَدثنَا سُوَيْد حَدثنَا ابْن الْمُبَارك عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي قُبُور الشُّهَدَاء عِنْد رَأس الْحول فَيَقُول سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقْبى الدَّار قَالَ وَكَانَ أَبُو بكر وَعُثْمَان يَفْعَلُونَ ذَلِك. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أخبرنَا رجل من أهل الْمَدِينَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ... فَذكره سَوَاء وَهَذَا معضل وَذكره الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة أحد هَكَذَا من غير سَنَد.
652- الحَدِيث الثَّامِن:
رُوِيَ أَن أَبَا جهل بن هِشَام قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سير بِقِرَاءَتِك الْجبَال عَن مَكَّة حَتَّى يَتَّسِع لنا فنتخذ فِيهَا الْبَسَاتِين والقطائع كَمَا سخرت لداود إِن كنت نَبيا كَمَا تزْعم فلست بِأَهْوَن عَلَى الله من دَاوُد أَو سخر لنا بِهِ الرّيح لنركبها ونتجر إِلَى الشَّام ثمَّ نرْجِع فِي يَوْمنَا فقد شقّ علينا قطع الْمسَافَة الْبَعِيدَة كَمَا سخرت لِسُلَيْمَان أَو ابْعَثْ لنا رجلَيْنِ أَو ثَلَاثَة مِمَّن مَاتَ من آبَائِنَا مِنْهُم قصي بن كلاب فَنزلت {وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال} الْآيَة.
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ.
وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَلّي الْأنْصَارِيّ حَدثنَا خلف بن تَمِيم المصِّيصِي عَن عبد الْجَبَّار ابْن عمر الْأَيْلِي عَن عبد الله بن عَطاء بن إِبْرَاهِيم عَن جدته أم عَطاء مولاة الزُّبَيْر قَالَت سَمِعت الزُّبَيْر بن الْعَوام يَقُول «لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين صَاح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا آل عبد بني منَاف» فَجَاءَتْهُ قُرَيْش فَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذرهُمْ فَقَالُوا تزْعم أَنَّك نَبِي يُوحَى إِلَيْك وَأَن سُلَيْمَان سخر لَهُ الرّيح وَالْجِبَال وَأَن مُوسَى سخر لَهُ الْبَحْر وَأَن عِيسَى كَانَ يَحْيَى الْمَوْتَى فَادع الله أَن يسير عَنَّا هَذِه الْجبَال وَيفجر لنا الأَرْض أَنهَارًا فنتخذها مَحَارِث فَنَزْرَع وَنَأْكُل وادع الله أَن يَحْيَى لنا مَوتَانا فنكلمهم وَيُكَلِّمُونَا أَو ادْع الله أَن يصير هَذِه الصَّخْرَة الَّتِي تَحْتك ذَهَبا فَنَنْحِت مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَن رحْلَة الشتَاء قَالَ فَبَيْنَمَا نَحن حوله إِذْ نزل عَلَيْهِ الْوَحْي فَلَمَّا سري عَنهُ قال: «وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد أَعْطَانِي الله مَا سَأَلْتُم وَلَو شِئْت لَكَانَ وَلَكِن أَخْبرنِي أَنه إِن أَعْطَاكُم ذَلِك ثمَّ كَفرْتُمْ إِنَّه مُعَذِّبكُمْ عذَابا لَا يعذبه أحدا من الْعَالمين فَنزلت {وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال...} الْآيَة». انْتَهَى.
حَدِيث آخر رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَت قُرَيْش لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن كنت نَبيا كَمَا تزْعم فباعد جبلي مَكَّة أخشبيها هذَيْن مسيرَة أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة فَإِنَّهَا ضيقَة حَتَّى نَزْرَع فِيهَا وَنَرْعَى وَابعث لنا آبَاءَنَا من الْمَوْت حَتَّى يُكَلِّمُونَا وَيُخْبِرُونَا أَنَّك نَبِي أَو احْمِلْنَا إِلَى الشَّام أَو إِلَى الْيمن أَو إِلَى الْحيرَة حَتَّى نَذْهَب وَنَجِيء فِي لَيْلَة كَمَا زعمت أَنَّك فعلته فَأنْزل الله وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال أَو قطعت بِهِ الأَرْض أَو كلم بِهِ الْمَوْتَى وَهُوَ مُرْسل. انْتَهَى.
حَدِيث آخر رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو زرْعَة حَدثنَا أَبُو منْجَاب ابْن الْحَارِث أَنا بشر بن عمَارَة حَدثنَا عمر بن حسان عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ قَالَ قلت لَهُ وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال الْآيَة قَالَ قَالُوا لمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَو سيرت لنا جبال مَكَّة حَتَّى نَتَّسِع فَنَحْرُث فِيهَا أَو قطعت بِنَا الأَرْض كَمَا كَانَ سُلَيْمَان يقطع لِقَوْمِهِ بِالرِّيحِ أَو أَحييت لنا الْمَوْتَى كَمَا كَانَ عِيسَى يَحْيَى الْمَوْتَى لِقَوْمِهِ فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة قَالَ فَقلت لَهُ هَل ترَوْنَ هَذَا الحَدِيث عَن أحد من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نعم عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن بشر بن عمَارَة بِهِ.